هوية الله

📖

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

سورة البقرة – الآية 255

مبتدأ وخبر والمعنى أنه المستحق للعبادة لا غيره. وللنحاة خلاف في أنه هل يضمر للأخير مثل في الوجود أو يصح أن يوجد. { الحي } الذي يصح أن يعلم ويقدر وكل ما يصح له فهو واجب لا يزول لامتناعه عن القوة والإِمكان. { القيوم } الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه فيعول من قام بالأمر إذا حفظه، وقرىء «القيام» و «القيم». { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } السنة فتور يتقدم النوم قال ابن الرقاع: وَسَنانٌ أَقْصَدَهُ النَّعَاسُ فَرَنَّقَت … في عَيْنِهِ سِنَةٌ وَلَيسَ بِنَائِمٍ

النوم حال تعرض للحيوان من استرخاء أعصاب الدماغ من رطوبات الأبخرة المتصاعدة، بحيث تقف الحواس الظاهرة عن الإحساس رأساً، وتقديم السنة عليه وقياس المبالغة عكسه على ترتيب الوجود، والجملة نفي للتشبيه وتأكيد لكونه حياً قيوماً. { لَّهُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض } تقرير لقيوميتَّه واحتجاج به على تفرده في الألوهية

{ مَن ذَا الذي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } بيان لكبرياء شأنه سبحانه وتعالى، وأنه لا أحد يساويه أو يدانيه يستقل بأن يدفع ما يريده شفاعة واستكانة فضلاً عن أن يعاوقه عناداً أو مناصبة أي مخاصمة

{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } ما قبلهم وما بعدهم، أو بالعكس لأنك مستقبل المستقبل ومستدبر الماضي، أو أمور الدنيا وأمور الآخرة، أو عكسه، أو ما يحسونه وما يعقلونه، أو ما يدركونه وما لا يدركونه

{ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْء مّنْ عِلْمِهِ } من معلوماته. { إِلَّا بِمَا شَاء } أن يعلموه، وعطفه على ما قبله لأن مجموعهما يدل على تفرده بالعلم الذاتي التام الدال على وحدانيته سبحانه وتعالى. { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السموات والأرض } تصوير لعظمته وتمثيل مجرد

🌟

هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

القرآن الكريم – سورة الحشر – الآية 24

المقدر للأشياء على مقتضى حكمته. { البَارِيءُ } الموجد لها بريئاً من التفاوت. { المصور } الموجد لصورها وكيفياتها كما أراد. { لَهُ الأسماء الحسنى } لأنها دالة على محاسن المعاني. { يُسَبّحُ لَهُ مَا فِى السموات والأرض } لتنزهه عن النقائص كلها. { وَهُوَ العزيز الحكيم } الجامع للكمالات بأسرها

❤️

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)

القرآن الكريم – سورة الإخلاص

مختلف فيها، وآيها أربع آيات بسم الله الرحمن الرحيم. { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } الضمير للشأن كقولك: هو زيد منطلق وارتفاعه بالإِبتداء وخبره الجملة ولا حاجة إلى العائد لأنها هي هو، أو لما سُئِلَ عنهُ صلى الله عليه وسلم أي الذي سألتموني عنه هو الله. { الله الصمد } السيد المصمود إليه في الحوائج من صمد إليه إذا قصد. { لَمْ يَلِدْ } لأنه لم يجانس ولم يفتقر إلى ما يعينه أو يخلف عنه. { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } أي ولم يكن أحد يكافئه أو يماثله

🌍

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ

سورة البقرة – الآية 117

مبدعهما، ونظيره السميع في قوله: أمِنْ ريحانة الداعي السَّميع … يُؤرِّقُني وأصْحابي هُجُوعُ. أو بديع سمواته وأرضه، من بدع فهو بديع، وهو حجة رابعة. وتقريرها أن الوالد عنصر الولد المنفعل بانفصال مادته عنه، والله سبحانه وتعالى مبدع الأشياء كلها، فاعل على الإطلاق، منزه عن الانفعال، فلا يكون والداً.

{ وَإِذَا قضى أَمْرًا } أي أراد شيئاً، وأصل القضاء إتمام الشيء قوة كقوله تعالى: { وقضى رَبُّكَ } أو فعلاً كقوله تعالى: { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سموات } وأطلق على تعلق الإرادة الإلهية بوجود الشيء من حيث إنه يوجبه. { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } تمثيل حصول ما تعلقت به إرادته بلا مهلة بطاعة المأمور المطيع بلا توقف، ويشير لمعنى الإبداع